أهلا وسهلا بكم أعزائي المستمعين والمتابعين في عالمنا العربي وفي العالم أجمع ... معكم الدكتور علي حسين الطائي من قناة حواريات الطب ... أرحب بكم وأقدم لكم موضوعا طبيا جديدا ضمن السلسلة التعليمية والتثقيفية المستمرة ولكل الفئات من المثقفين وطلاب الطب والأطباء أتمنى لكم حسن الاستماع ومزيد الفائدة ... أرجو الاشتراك بالقناة وتشجيعنا من خلال تأشير لايك ونشر الفيديو لتعم الفائدة وأرحب كثيرا بكل اسئلتكم في التعليقات مع فائق الاحترام والتقدير
الموضوع هو
الكثير من الأطباء ينصحون مرضاهم بعد تجاوزهم سن الـ 40 بضرورة الزيارات الوقائية السنوية . البحث عن عوامل الخطورة لأمراض القلب والاوعية الدموية والأورام السرطانية يصبح ضروريا في هذا العمر. امراض القلب هي العامل المهم والمؤدي الى الموت بعد هذا السن في كثير من بلدان العالم المتقدمة. بالاضافة الى ذلك فان معدل انتشار الكثير من الأمراض السرطانية بأعمار أكثر من سن الـ 40 تزداد مما يؤدي الى زيادة معدلات الموت والاعاقة. التحري ومعالجة عوامل الخطورة هذه تعتبر من الأمور المهمة والجوهرية والمرجوة من الزيارات الدورية هذه. في بعض الأحيان ليس من الضروري أن نتحرى عن المرض الحقيقي بعينه، انما عن عوامل الخطورة المؤدية له. وعلى سبيل المثال، البحث عن مرض القلب ليس مطلوبا ولا روتينيا انما البحث والتحري مطلوب عن عوامل الخطورة المؤدية له. عوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب والقابلة للعلاج هي : التدخين، ارتفاع ضغط الدم، داء السكري، السمنة، وارتفاع نسبة الدهون في الدم.
أما بالنسبة لأمراض أخرى مثل هشاشة العظام، فالتحري مهم فقط للأشخاص الذين يمتلكون تاريخا عائليا، أو عوامل خطورة مثل ذوي البشرة البيضاء او ذوي أوزان قليلة. وعوامل الخطورة القابلة للعلاج هنا هي : التدخين، سن اليأس، قلة الحركة ، تناول القهوة والكحول بشكل مفرط، وقلة تناول الكالسيوم.
في حالات مثل سرطان الثدي وعنق الرحم والقولون، يكون التحري ضروريا في عمر خاص من اجل اكتشاف المرض بوقت مبكر. أما التحري عن أورام الفم ، الجلد والرئتين فليس ضروريا انما التحذير من عوامل الخطورة فقط . على سبيل المثال: التوقف عن التدخين ينصح به لتقليل خطورة الاصابة بأورام الرئتين، والتقليل من التعرض للشمس للتقليل من خطورة الاصابة بأورام الجلد وهكذا.
يجب فحص ضغط الدم كل سنة أو سنتين على الأقل للتحري عن ارتفاع الضغط في هذا العمر. فحص نسبة الكولسترول مهم ايضا عند الرجال كل 5 سنوات ابتداءا من عمر 35 عاما، وعند النساء كل 5 سنوات ابتداءا من عمر 45 عاما. التحري عن المخدرات في التاريخ السابق للشخص، وتقديم النصح له فيما يخص الموضوع والمخاطر المترتبة.
فحص الطول والوزن لغرض قياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) ، التاريخ الغذائي ونمط التغذية مهم ايضا للتحري عن عوامل الخطورة المسببة للسمنة وهشاشة العظام. يجب نصح المرأة بضرورة تناول الكالسيوم (1200-1500 ملغم يوميا). التحري عن داء السكري مهم جدا عن طريق قياس نسبة السكر الصائم كل ثلاث سنوات ابتداءا من عمر 45 سنة. التحري عن أمراض الكآبة مهم أيضا. تناول الأسبرين يوميا ربما يكون ضروريا للمنع الابتدائي عند الأشخاص الذين لديهم عامل خطورة لأمراض القلب والمنع الثانوي للذين تم تشخيص المرض لديهم.
التحري عن الأورام السرطانية يشكل حجر الزاوية بعد عمر الأربعين.
يجب أن يستمر فحص النساء وأخذ (Pap Smear ) بعد عمر الخمسين وفحص الثدي بالأشعة السينية (Mammogram) كل عام. ليس من الضروري التحري عن أورام الرحم والمبيض . أما بالنسبة للرجال فان خطورة ومنافع التحري السنوي عن أورام البروستات يجب أن تناقش مع المريض. لكلا الجنسين رجالا ونساءا فان التحري عن أورام القولون وعمل ناظور القولون كل عشر سنوات أو فحص البراز والتحري عن وجود الدم فيه مع ناظور المستقيم والقولون السيني كل 3-5 سنوات فمهم ويجرى بعد سن 50 عاما. أما الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي ومن الدرجة الأولى بمرض سرطان القولون، فان ناظور القولون يجب اجراؤه كل 5-10 سنوات ابتداءا من سن الـ 40. لا يوجد ضرورة للتحري عن أورام الرئتين أو الفم أو الجلد. يجب أن نقدم النصيحة للأشخاص بضرورة فحصهم للخصية والثدي فهي مفيدة أيضا.
التحصين ضروري ايضا ويجب متابعة الجدول الخاص بهذا العمر. يجب أخذ لقاح الانفلونزا كل عام وخاصة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل داء السكري وامراض الرئتين المزمنة، من أجل التخلص من المضاعفات المتوقعة بسبب الاصابة بالانفلونزا. لقاح الكزاز والدفثيريا، يجب أخذها كل عشر سنوات، مع لقاح (TdaP) لمرة واحدة من أجل تنشيط المناعة ضد مرض السعال الديكي. جرعة واحدة ضد مرض الحزام الناري (Herpes Zoster) تكفي بعد عمر 60. أما المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والرئتين والسكري فينصحون بأخذ جرعة لقاح المكورات الرئوية (Pneumococcal vaccine) . أخذ لقاح التهاب الكبد الفيروسي نوع Bو A ضروري أيضا. وفي الختام فان النصح فيما يخص ممارسة الرياضة والطعام الصحي يجب أن لا يغيب عن الأذهان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق